غزة تسيطر على حفل جوائز إيمي الـ77

لم تكن الدورة الـ77 من جوائز إيمي لعام 2025، التي استضافتها مدينة لوس أنجلوس مساء الأحد مجرد احتفاء بالدراما والكوميديا الأمريكية.
بل تحولت إلى مساحة عبرت فيها بعض الأصوات الفنية عن مواقف سياسية، وعلى رأسها الحرب الدائرة في غزة.
فمنذ اللحظات الأولى للحفل، بدا واضحاً أن الأجواء لن تكون تقليدية.
الممثلة الأمريكية هانا أينبايندر، التي خطفت الأنظار بفوزها بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في الكوميديا السوداء هاكس (Hacks)، صعدت إلى المسرح لتلقي كلمة مؤثرة. ختمتها بعبارة “الحرية لفلسطين”.
هذا الإعلان العلني حمل دلالة قوية، خاصة وأن أينبايندر يهودية.
وقد أكدت في كواليس الحفل أن من واجبها “تمييز اليهودية كديانة وثقافة عريقة عن دولة إسرائيل ذات الطابع القومي الإثني”.
وأضافت: “القضية قريبة إلى قلبي لأسباب عديدة، وأشعر أن عليّ مسؤولية أخلاقية في هذا السياق”.
أينبايندر لم تكن وحدها. على السجادة الحمراء، إذ لفت الممثل الإسباني خافيير بارديم الأنظار بارتدائه الكوفية الفلسطينية، في مشهد حمّل رسائل تضامن واضحة.
بارديم، الذي نافس هذا العام على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره في مسلسل نتفليكس “Monsters: The Lyle and Erik Menendez Story”، خص مجلة فاريتي بتصريحات حادة.
قال فيها: “اليوم أندد بالإبادة الجماعية في غزة. الرابطة الدولية لدارسي الإبادة الجماعية وصفت ما يجري هناك بأنه إبادة، وهذا يستدعي عقوبات تجارية ودبلوماسية لوقفها. الحرية لفلسطين”.

هذا الموقف جاء متسقاً مع حملة أوسع تبنّتها مجموعة “عمّال السينما من أجل فلسطين”، وهي مبادرة تضم مخرجين وممثلين من هوليوود.
وقبل الحفل بأيام، أعلنت المجموعة توقيع نحو 3,900 من العاملين في السينما والتلفزيون على تعهّد بعدم التعاون مع شركات إسرائيلية “متورطة في الإبادة الجماعية ونظام الفصل العنصري”، على حد وصف البيان.
ومن بين الموقّعين أسماء لامعة مثل أوليفيا كولمان، مارك رافالو، إيما ستون، تيلدا سوينتون، ويورغوس لانثيموس، إلى جانب أينبايندر وبارديم.
لكن هذه الدعوات لم تمرّ دون رد.
فقد أصدرت شركة باراماونت بياناً قبل يومين من الحفل، وصفت فيه المقاطعة بأنها “إسكات للفنانين على أساس جنسيتهم”، معتبرة أن “السرد القصصي يجب أن يربط الناس بدلاً من عزلهم”.
غير أن بارديم سارع إلى الرد، قائلاً: “التعهّد لا يستهدف أفراداً، بل مؤسسات متورطة في تبرير أو تلميع صورة الإبادة. لا أستطيع أن أعمل مع من يبررها أو يدعمها. الأمر بهذه البساطة”.
ورغم هذا البعد السياسي الذي طغى على الأجواء، لم يغب بريق الجوائز. فقد حصد مسلسل The Pitt جائزة أفضل مسلسل درامي إلى جانب جوائز تمثيلية بارزة.
فيما اكتسح The Studio المشهد الكوميدي بحصوله على 13 جائزة دفعة واحدة.
أما Adolescence من نتفليكس ففاز بثماني جوائز، بينها أفضل مسلسل قصير، في حين عزز مسلسل الخيال العلمي Severance حضوره بحصد جوائز تمثيلية مهمة.