انتشار القمل بين الأطفال مع عودة المدارس.. إليكم ما يمكن فعله

مع بدء العام الدراسي الجديد وعودة التلاميذ إلى فصولهم، ينشغل الآباء والأمهات بالأنشطة الدراسية والواجبات اليومية.
ولكن يظل هناك قلق آخر يطرق أبواب الكثير من الأسر: احتمال عودة الأطفال إلى المنزل حاملين ما هو أكثر من قصص المدرسة… ألا وهو القمل.
ورغم أن انتقال العدوى لا يقتصر على المدارس فقط، فإن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تؤكد أن القمل أكثر شيوعًا بين الأطفال في سن الحضانة والمرحلة الابتدائية.
وتشير التقديرات إلى أن الولايات المتحدة تشهد سنويًا ما يصل إلى 12 مليون حالة إصابة بالقمل بين الأطفال من عمر 3 إلى 11 عامًا، وفق أسوشيتد برس.
ومع انطلاق الموسم الدراسي، سجلت مؤشرات “جوجل تريندز” زيادة في عمليات البحث عن طرق الوقاية والعلاج، ما يعكس حجم القلق المنتشر بين الأهالي.
كيف تعرف أن طفلك مصاب بالقمل؟
القمل حشرات طفيلية صغيرة تتغذى على دم الإنسان، ويصعب اكتشافها بسهولة لأنها تتحرك بسرعة وتتفادى الضوء. أكثر علامة شائعة تدل على الإصابة هي الحكة المفاجئة في فروة الرأس.
غالبًا ما يتم الخلط بين بيض القمل (الصئبان) وقشور القشرة أو بعض مشاكل الجلد مثل التهاب الجلد الدهني، إذ إن الصئبان قد تكون صفراء أو بنية أو بلون الجلد، وعند فقسها تصبح شفافة.
خبراء يشيرون أيضًا إلى أن نشاط القمل يزداد ليلًا، وهو ما يفسر معاناة الأطفال من الأرق أو الحكة الشديدة في المساء.
خيارات العلاج
طرق العلاج متعددة، تبدأ من المستحضرات الطبية المتاحة في الصيدليات إلى العلاجات المتخصصة في العيادات.
بعض الأسر تفضل الاستعانة بفنيين متخصصين لإزالة القمل يدويًا باستخدام الأمشاط والزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون.
ورغم أن هذه الطرق فعالة أحيانًا، حسب أسوشيتد برس، فإنها تستغرق وقتًا طويلًا وتتطلب صبرًا كبيرًا.
من جهة أخرى، توفر بعض العيادات أجهزة طبية معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تعتمد على تدفق الهواء بدرجات حرارة محددة لقتل القمل وبيضه، قبل تمشيط الشعر وإزالة البقايا.
الخبراء يحذرون من الاعتماد على بعض الوصفات المنزلية الشائعة مثل المايونيز أو الزيوت الثقيلة، مؤكدين أنها لا تستند إلى دليل علمي.
في المقابل، هناك منتجات دوائية آمنة وفعالة مثل محلول الإيفرمكتين، والمالاثيون، وكحول البنزيل، وجميعها أثبتت فعاليتها في القضاء على القمل إذا استُخدمت وفق التعليمات.
القمل لا يستطيع القفز أو الطيران، وينتقل أساسًا عبر التلامس المباشر بين الرؤوس. لذا فإن أفضل وسيلة للوقاية هي تقليل هذا النوع من التواصل، خصوصًا أثناء اللعب.
كيف نمنع انتشار العدوى؟
يوصي الأطباء بغسل الملابس وأغطية السرير بالماء الساخن، وعدم مشاركة الأمشاط أو الإكسسوارات الشخصية.
ورغم انتشار الاعتقاد بأن القمل يمكن أن يعيش طويلًا خارج جسم الإنسان، إلا أن الدراسات تؤكد أن القمل يموت خلال يومين فقط إذا لم يجد غذاءه.
هل يجب إبقاء الطفل المصاب في المنزل؟
خلافًا للمعتقدات السائدة، لا توصي الـCDC بإخراج التلميذ من المدرسة فور اكتشاف الإصابة.
الطفل يمكنه استكمال يومه الدراسي، ثم البدء في العلاج عند عودته للمنزل، على أن يعود للفصل في اليوم التالي.
الخبراء يؤكدون أن القمل لا يشكل خطرًا صحيًا جديًا، فهو لا ينقل الأمراض ولا يرتبط بالنظافة أو المستوى الاجتماعي.
لكن الخطر الحقيقي يكمن في الوصمة الاجتماعية والشعور بالإحراج الذي قد يعانيه الأطفال وأسرهم، وفق أسوشيتد برس.
رسالة للأهالي
الأطباء يشددون على ضرورة تعامل الآباء مع المسألة بهدوء، والاعتماد على مصادر علمية موثوقة بدلًا من الانسياق وراء الشائعات أو التجارب غير المثبتة.
فالقلق المبالغ فيه والسياسات المدرسية القديمة التي تُلزم بإزالة جميع الصئبان قبل عودة التلميذ إلى الفصل، لم تعد مبررة طبيًا.
القمل قد يكون مصدر إزعاج بلا شك، لكنه ليس تهديدًا خطيرًا. ومع وعي أكبر لدى الأهل والمدارس، يمكن التعامل معه بسهولة وبدون قلق زائد.