من السجن إلى النجومية.. ما نعرفه عن بطل Squid Game

في كوريا الجنوبية، لا تعني النجومية مجرد أضواء وكاميرات، بل هي علاقة معقدة بين النجم وجمهوره، قد تصل في بعض الأحيان إلى حدّ الهوس.
النجم لي جونغ-جاي الذي حقق شهرة عالمية بعد بطولته لمسلسل «لعبة الحبار» (Squid Game) يعرف ذلك جيدًا، بل ويعترف أن هذه العلاقة تمثل عبئًا ثقيلاً على عاتقه.
لي جونغ-جاي كان نجمًا معروفًا في كوريا منذ التسعينيات، لكن نجاحه على منصة نتفليكس فتح له أبواب العالمية.
فقد أصبح أول كوري يفوز بجائزة إيمي في التمثيل، وأول ممثل آسيوي يُجسّد شخصية “جِدَي ماستر” في سلسلة «حرب النجوم».
ومع ذلك، فإن الشهرة الواسعة تعني أيضًا أنه تحت المجهر دائمًا، وأي زلة صغيرة قد تتحول إلى أزمة كبيرة.
يقول لي في مقابلة حديثة: «المعجبون في كوريا يشجعون نجومهم وكأنهم أحد أفراد العائلة، وهذا يجعل أي خيبة أمل تبدو شخصية جدًا بالنسبة لهم».
هذه العلاقة القوية بين الجمهور والمشاهير ترتبط بمفهوم اجتماعي كوري يُعرف بـ «الجونغ» (Jeong)، وهو نوع من الروابط العاطفية الجماعية التي تجعل الناس يضعون معايير صارمة لبعضهم البعض، حتى تجاه النجوم الذين لا يعرفونهم شخصيًا.
الباحثة جايون لي من جامعة هانيانغ تفسر الأمر بقولها: «حين يخالف أحد النجوم تلك المعايير، يشعر الجمهور بخيانة عاطفية».
ألقي القبض عليه مرتين
ولم يسلم لي من السقوط في دائرة الغضب الجماهيري.
ففي عامي 1999 و2002، ألقي القبض عليه مرتين بسبب القيادة تحت تأثير الكحول.
ورغم أن تلك الحوادث لم تنهِ مسيرته وقتها، إلا أنه يقرّ بأن حدوثها في عصر وسائل التواصل الاجتماعي كان سيترك أثرًا مختلفًا تمامًا.
ومع مرور الوقت، تعلم لي كيفية الموازنة بين توقعات جمهوره وبين حياته الشخصية.
وهو يدرك أن المعجبين يريدون ثلاثة أشياء رئيسية من نجومهم: العمل بجد، الحفاظ على سمعة جيدة، والإنتاج المستمر.
وفي نظر الكثيرين، استطاع أن يحقق هذه المعادلة الصعبة، حيث يملك أكثر من 40 عملًا فنيًا في رصيده.
أثر السوشيال ميديا
لكن وسائل التواصل الاجتماعي – التي ساعدت في تقوية الروابط بين النجوم ومعجبيهم – كانت أيضًا سلاحًا ذا حدين.
فالشائعات تنتشر بسرعة، مثل الصورة القديمة التي جمعته بسياسي محافظ وأثارت تكهنات خاطئة حول دعمه لحزب سياسي بعينه.
يعلّق لي على ذلك بقوله: «تساءلت إن كان يجب أن أرد على كل إشاعة، لكنني تقبلت أن هذه ضريبة النجومية».
رغم هذه الضغوط، يشهد كثيرون على التزام لي بعمله.
فمخرج «لعبة الحبار» هوانغ دونغ-هيوك قال إن الممثل فقد أكثر من 10 كيلوغرامات خلال التحضير للعمل، مكرسًا نفسه بالكامل لتجسيد شخصية سيونغ غي-هون التي عشقها الجمهور.
أما السر الذي يعتقد لي أنه يحافظ على مكانته عند جمهوره، فهو بسيط: الابتعاد عن أدوار الأشرار الذين لا يُغتفر لهم.
يقول: «هناك أشرار يظهرون بشكل جذاب، لكن شخصية شريرة تمامًا؟ لن أفعلها. جمهوري لن يسامحني».
في النهاية، تبدو علاقة الجمهور الكوري بنجومه معقدة ومليئة بالتحديات، لكن لي جونغ-جاي استطاع – عبر ثلاثة عقود من العمل – أن يجد طريقه وسط هذه المعادلة الصعبة، محافظًا على مكانته كواحد من أبرز وجوه الدراما الكورية المعاصرة.