فرصة

بين طموحك ورغبة أهلك.. كيف تختار تخصصك الجامعي؟

مع إعلان نتائج الثانوية العامة وفتح باب التنسيق يجد آلاف الطلاب أنفسهم أمام السؤال الأصعب: أي كلية يختارون؟

القرار يبدو بسيطًا على الورق، لكنه في الواقع معركة داخلية بين ما يتمناه الطالب وما يريده الأهل، وبين ما يحبه العقل وما يفرضه سوق العمل.

صراع الرغبات

غالبًا ما يتمنى الأهل رؤية أبنائهم في كليات الطب أو الهندسة أو الصيدلة، باعتبارها “التخصصات المضمونة” التي تمنح مكانة اجتماعية وفرص عمل أفضل.

لكن في المقابل، هناك جيل جديد من الطلاب بدأ يميل إلى مجالات مختلفة مثل علوم الكمبيوتر، الإعلام الرقمي، أو حتى الفنون.

الصراع لا يتوقف عند حدود الرغبة الشخصية، بل يمتد إلى الضغط النفسي.

حيث يشعر الطالب أنه عالق بين خيبة أمل محتملة للأهل أو حياة دراسية ومهنية قد لا يحبها.

بين الميول وسوق العمل

الخبراء يرون أن التوفيق بين الشغف الشخصي واحتياجات سوق العمل هو الطريق الأمثل.

فاختيار تخصص يحبه الطالب يزيد من فرص النجاح والتميز، بينما النظر إلى المستقبل يضمن استقرارًا مهنيًا.

على سبيل المثال، التخصصات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة أصبحت مطلوبة بشدة في مصر والعالم، تمامًا مثل التخصصات الطبية التي تظل آمنة إلى حد كبير.

القرار في النهاية يخص الطالب وحده، فهو من سيعيش سنوات الدراسة ويتحمل مسؤولية مستقبله.

ربما لا يكون الحل في إرضاء طرف واحد فقط، بل في النقاش الصريح مع الأهل، والبحث عن تخصص يحقق التوازن بين الشغف والفرص.

فالتعليم رحلة طويلة، ولا شيء أصعب من دراسة تخصص لا يحبه صاحبه.

تقول الكاتبة والمصورة المستقلة جيسيكا ديكنسون “لا شيء أكثر إحباطًا من اختلاف وجهات النظر حول مسألة ما”.

وتؤكد أن اختيار التخصص الجامعي قرار شخصي وهام جدًا للشاب، لذا من الشائع أن يقدم الآباء نصائحهم للطلاب الجدد.

مع ذلك، قد لا يتفق الآباء والطلاب دائمًا على التخصص الجامعي الأنسب.

قد ينبع هذا الخلاف من اعتبارات مختلفة، تتراوح بين الخبرة الشخصية، والاهتمامات، وفرص العمل المستقبلية.

ماذا تفعل؟

في كثير من الأحيان، تكمن المشكلة الحقيقية في أن الوالدين لا يفهمون أهدافك تمامًا ولا يهتمون بما هو أفضل لك.

يجب على كلا الطرفين بذل جهد واعي لاحترام الآخر والاستماع إليه بصدق.

إليك بعض طرق جيسيكا ديكنسون التي يمكنك من خلالها تجاوز هذا الموقف:

أولًا، قبل خوض غمار التخصص، تأكد من إجراء بحثك.

مع أن بعض الشهادات تبدو ممتعة أو مثيرة للاهتمام، إلا أن والديك قد يكونان محقين في الحصول على شهادة عملية.

يجب أن تكون قادرًا على الإجابة على بعض الأسئلة والمخاوف الشائعة التي تراود أولياء الأمور، مثل:

ما هي السمعة التي يتمتع بها برنامجك؟

ما هي أنواع فرص التدريب المتاحة؟

هل يجب عليك الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه لتحقيق أهدافك المهنية؟

ما هي فرص العمل بعد التخرج؟

ما هو متوسط ​​الراتب لشخص يحمل هذه الدرجة؟

هل تستطيع تحمل قروضك الطلابية بعد التخرج؟

قد لا تملك جميع الإجابات، لكن المعرفة العامة بما ستدرسه تمنحك مصداقية.

يجب أن تشعر بالثقة في بحثك وأن تكون قادرًا على إثبات أن تخصصك هو الخيار العملي المناسب لك.

ثانيًا، عند تحديد ما إذا كان تخصصك المفضل هو الخيار الأمثل، يُنصح باستشارة خبير.

يمكن لأساتذة الجامعات والخريجين والمهنيين العاملين ومستشاري القبول تقديم رؤى قيّمة حول البرنامج لمساعدتك في تحديد ما إذا كان البرنامج مناسبًا لك، وما هي النصائح التي تضمن نجاحك.

تأكد من الاستفسار عن إيجابيات وسلبيات التخصص.

لا توجد شهادة مثالية، لذا قد تكتشف معلومات لم تكن تعرفها.

إذا استطعت التواصل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، فستكتسب رؤى وخبرات متنوعة ستساعدك أنت ووالديك على فهم ما يقدمه التخصص.

ثالثا، قد يبدو هذا بديهيًا، لكن تأكد من أن تُشارك أنت ووالديك احتياجاتك ورغباتك.

ليست كل التخصصات متساوية، ولكن هذا هو جمال التعليم!

قد يقلق والديك من أن يكون لديك مسار وظيفي غير مباشر بالانتقال من صحة الأسنان إلى التاريخ، لكنك قد ترغب في هذه الحرية.

أظهر أنك فكرت في مستقبلك ورغبتك في التعلم في هذا المجال.

حاول أيضًا أن تكون منفتح الذهن.

قد يكون لدى والديك مخاوف مشروعة لم تتناولها في بحثك.

إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق نهائي، يمكنك إيجاد حل وسط.

عمومًا، يرغب الآباء في نجاح أبنائهم، لذا حاول التحلي بالصبر مع والديك حتى لو لم يتفقا معك تمامًا.

في نهاية المطاف، الدراسة الجامعية استثمارٌ في مستقبلك، لذا لا ينبغي أن تشعر بأنك محصورٌ في تخصصٍ واحدٍ لإسعاد عائلتك.

عليك أن تجد تخصصًا يناسب شغفك ودوافعك ومهاراتك.

قد تضطر أيضًا إلى تقبّل أن والديك قد لا يدعمان اختيارك للتخصص بشكل كامل، حتى لو كان الخيار الأنسب لك.

لا تتردد في طلب المساعدة من جهات أخرى إذا لم يدعم والديك تخصصك.

تتوفر العديد من الموارد لمساعدتك على النجاح بغض النظر عن تخصصك الجامعي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى