احذر الفخ.. مجرمون يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل مخيف

لم يعد النصب الإلكتروني مقتصرًا على رسائل البريد العشوائي أو الإعلانات المريبة. التطور الأخير يتمثل في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي تُمكّن المحتالين من إنشاء مواقع مقلدة تكاد تكون مطابقة للأصل، في دقائق قليلة فقط.
القضية ظهرت بوضوح مع سلسلة المواقع المزيفة التي انتحلت اسم وعلامة Joann Fabrics بعد إعلان إفلاسها. الزبائن المخدوعون لم يتسلموا منتجات، بل خسروا بيانات بطاقاتهم البنكية.
وفقًا لتقارير من شركة Netcraft، هناك ما يقرب من 100 ألف نطاق إلكتروني أُنشئ عبر أدوات ذكاء اصطناعي غير مشروعة، يقلد 194 علامة تجارية حول العالم. هذا الرقم يعكس تحوّلًا خطيرًا: لم تعد الشركات الصغيرة والمتوسطة في مأمن، بل باتت ضمن دائرة الاستهداف لسهولة نسخ مواقعها.
الأسلوب الجديد يعتمد على شراء أدوات مبرمجة، إدخال عنوان موقع حقيقي، ثم توليد نسخة مقلدة تحوي نماذج مزيفة لجمع البيانات. كل ذلك دون كتابة سطر واحد من الأكواد.
الخطورة، بحسب خبراء الأمن السيبراني، تكمن في صعوبة التمييز. النصوص خالية من الأخطاء بفضل الذكاء الاصطناعي، والتصميم متطابق تقريبًا مع المواقع الأصلية. الأخطر أن معظم الضحايا يصلون لهذه المواقع عبر رسائل نصية أو روابط مختصرة، تجعل اكتشاف الاحتيال أصعب خاصة على الهواتف.
كيف تتجنب الفخ؟
رغم أن اكتشاف المواقع الإلكترونية المزيفة أصبح أكثر صعوبة، يقول خبراء الأمن السيبراني إن هناك أشياء يمكن للمستهلكين القيام بها:
ينصح الخبراء بكتابة عنوان الموقع يدويًا بدلًا من الضغط على الروابط، والتأكد من أن النطاق صحيح ولا يتضمن إضافات أو استبدالات مريبة.
كما يوصون بالتوقف فورًا عن التفاعل مع أي رسالة أو صفحة تطلب بيانات حساسة بشكل عاجل أو تعرض خصومات غير منطقية.
ادرس عناوين المواقع الإلكترونية بعناية. غالبًا ما يُضيف المحتالون مصطلحات في نهاية أسماء النطاقات الرسمية، مثل “kmart-jobs.com” أو “amazon-sale.net” بدلًا من kmart.com أو amazon.com الرسميين.
انتبه أيضًا للأخطاء الإملائية أو الاستبدالات الطفيفة في عناوين URL، مثل “1” بدلًا من “i” أو الرقم 0 بدلًا من الحرف O.
كن حذرًا للغاية عند التنقل إلى مواقع الويب على الهاتف المحمول لأنه من الصعب اكتشاف عنوان URL مشبوه على الشاشة الأصغر.
لا تعتمد على الأخطاء الإملائية أو النحوية في رسائل التصيد الاحتيالي أو صفحات الويب لتنبيهك إلى موقع مزيف. فبينما كان ذلك مفيدًا في السابق، يُنتج المحتوى المُولّد بالذكاء الاصطناعي الآن نصًا خاليًا من الأخطاء، مما يجعل هذه الطريقة في الكشف قديمة.
إذا شعرتَ بأيّ أمرٍ مثيرٍ للريبة، مثل استخدام لغةٍ مُلِحّةٍ تتطلبُ إجراءً فوريًا، أو طلب معلوماتٍ شخصيةٍ غير مألوفة، أو عروضٍ تبدو مُغريةً للغاية، فأوقف التعاملَ فورًا.
انتشار هذه الموجة الجديدة من المواقع المزيفة يُظهر أن الذكاء الاصطناعي، رغم فوائده، أصبح أيضًا أداة خطيرة في يد مجرمي الإنترنت.