كلاكيت

أخوها خاصمها وفريد شوقي اعتذر عن زيزينيا بسببها.. 100 عام على ميلاد هدى سلطان

يمر اليوم 100 عام على ذكرى ميلاد هدى سلطان، الفنانة التي عاشت 81 عامًا وتوفيت عام 2006 بعد رحلة عطاء فني ومشوار بدأته في خمسينيات القرن الماضي على شاشة السينما وتوقف مع آخر مسلسل على شاشة التليفزيون وهو “سلالة عابد المنشاوي” في 2005.

هدى سلطان، فاتنة خمسينيات وستينيات القرن الماضي، التي ولدت في مثل هذا اليوم من عام 1925، والتي تعتبر أبرز من قدمت دور الأم في السينما والدراما.

خصام وصلح

بهيجة عبد السلام عبد العال الحو هو الاسم الحقيقي لهدى سلطان، التي ولدت في طنطا لعائلة إقطاعية، كانت كثيرة الاستماع إلى المقرئة التي كانت تحضر لمنزل والدها في طفولتها لتقرأ القرآن ومن شدة إعجاب هدى بها وبجمال صوتها في القراءة تمنت لو تصبح مقرئة حين تكبر، قبل احترافها الفن.

واجهت هدى سلطان معارضة من أهلها خلال مشوارها الفني، بينما مهد أخوها محمد فوزي الطريق أمامها لدخول عالم الفن، مما أدى إلى طلاقها بسبب الشهرة، ثم بدأت ممارسة هوايتها بالغناء فى حفلات أعياد الميلاد والزواج، ودرست على يد الملحن أحمد عبد القادر الذي وصل بها فيما بعد للاعتماد كمطربة في الإذاعة.

فى عام 1950، وقعت عين المنتج جبرائيل نحاس عليها، وأعجب بموهبتها، وأقنعها أنها ممثلة سينمائية ذات وجه فريد وجميل، وعرض عليها أن تشارك في فيلم “ست الحسن” للمخرج نيازي مصطفى، وعرض عليها عقد احتكار لـ3 أفلام دفعة واحدة، ووافقت هدى دون تردد، فثار محمد فوزي وسخط عليها وهددها بالقتل، ولكنها لم ترضخ وقال لها فوزي وقتها إنه تبرأ منها، واستمر الخصام بينهما طويلًا.

وبعد سنوات مرض فوزي مرضًا شديدًا، فكانت تطمأن يوميًا عليه من زوجته الفنانة مديحة يسري، إلى أن عرضت عليها مديحة “تعالي زوريه حتى لو رفض يقابلك أقعدي معانا”، فذهبت وحينما دخلت عليه غرفته، فما كان منه غير أنه فتح يده لها واحتضنها.

وبعد خصام دام 5 سنوات، طلبت هدى سلطان من محمد فوزي أن يعد لها لحنًا فأخبرها بأنه قام بعمل لحن لها منذ 3 سنوات حتى تغنيه عندما يتصالحان، واللحن كان لأغنية “تسلم لقلبي” في فيلم “رصيف نمره خمسة”.

قصة حب

قصة حب جمعت بين هدى سلطان وفريد شوقي مع أول فيلم جمعهما سويًا “حكم القوي” عام 1951 وتوج بالزواج الذي استمر حتى السبعينيات من القرن الماضي، واشتركا الثنائي في تقديم العديد من الأعمال السينمائية منها “جعلوني مجرمًا، رصيف نمرة 5، فتوات الحسينية، المحتال، بورسعيد، النمرود، سواق نص الليل، سوق السلاح”.

وكان من المفترض أن يجمعهما فيلم “امرأة في الطريق” عام 1958 من إخراج عزالدين ذو الفقار، سيناريو وحوار عبد الحي أديب ومحمد أبو يوسف، وحسب ما حكت هدى سلطان في لقاء تليفزيوني مع صفاء أبو السعود، تم عرض الدور الذي جسده فيما بعد رشدي أباظة على “فريد”، ولكن لانشغاله وقتها بتصوير عمل آخر اعتذر عنه.
وقالت هدى سلطان، إنها قرأت قصة الفيلم قبل الاتفاق مع فريد شوقي، ووقتها شعرت أن هذا العمل لا يمكن أن يجمعهما سويًا خصوصًا وأن “امرأة في الطريق” والذي أصبح من علامات السينما، يتم تصنيفه باعتباره به إغراء وإن كان بشكل مختلف ولا يحمل أي نوع من الابتذال.
واستطردت “هذا الفيلم تسبب وقتها في أكبر مشكلة بحياتي، خصوصًا وأن التصوير كان في القاهرة طريق مصر إسكندرية الصحراوي، وفي إحدى المرات جاء فريد شوقي للزيارة خلال عودته من لوكيشن التصوير الخاص به، وقتها قمت بإخفاء ألبوم صور الفيلم حتى لا يراه”.
وتابعت “لكن عندما خرج من عندنا، ذهب إلى شركة التوزيع والتقى بالموزع الذي هنأه بقوله مدام هدى عاملة دور هايل، واستعان بنسخة من ألبوم الصور لديه واطلع عليه فريد شوقي، والذي جاء لي وعندما رأيته عرفت أن هناك مشكلة”.
وأشارت إلى أنه طلب منها صراحة التخلي عن هذا الفيلم، مع تأكيدها أن ذلك كان ممكنًا قبل التصوير باعتبارها زوجة تريد الحفاظ على الأسرة، ولكن مع انطلاق التصوير والالتزام الذي تعهدت به لم يكن يمنحها أي فرصة للرجوع “مقدرش أخرب بيت الناس”.

وتدخل المخرج والمؤلف السيد بدير للصلح بين فريد شوقي وهدى سلطان، وتأكيدها أن فيلم امرأة في الطريق بمجرد نزوله السينمات كان مكتسحًا بشكل كبير وحقق نجاحًا هائلًا، وشارك في بطولته بخلافها ورشدي أباظة كل من شكري سرحان وزكي رستم، وتم اختياره ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية حسب استفتاء النقاد عام 1996 بمهرجان القاهرة السينمائي.

وفي عام 1969 وبعد عودة الفنان فريد شوقي من لبنان قرر الثنائي الانفصال بسبب الشائعات التي تعرض لها الفنان فريد شوقي عن علاقاته النسائية بلبنان، ومع بداية السبعينات بدأت تحد من أدوار الإغراء بسبب سنها وكبر بناتها.

قدمت هدى سلطان، على مدار تاريخها الفني عددًا كبيرًا من الأعمال السينمائية والدرامية والغنائية الناجحة، حيث قدمت أكثر من 70 فيلمًا منها “نساء بلا رجال، ومكتوب على الجبين، وحميدو، وبيت الطاعة، وتاكسي الغرام”، كما كان لها بصمة كبير في الدراما التليفزيون، ليس هذا فقط بل تمكنت بصوتها العذب في الغناء من خطف قلوب محبيها.

وسبق أن كشف المخرج جمال عبد الحميد سبب عدم مشاركة الفنان الراحل فريد شوقي في مسلسل زيزينيا الشهير.

وقال عبد الحميد في لقاء تليفزيوني سابق إن فريد شوقي كان من المفترض أن يؤدي دور الفنان حمدي غيث زوجًا للفنانة هدى سلطان، وبالفعل وافق وكان متحمسًا، ولكنه اعتذر بعدها.

وأضاف أن سبب تراجعه هو رفض زوجته الجديدة، بسبب الغيرة، نظرًا لمشاركته مع طليقته الفنانة هدى سلطان في المسلسل في دور زوجها.

وتزوجت الفنانة هدى سلطان في حياتها 5 مرات وكان زوجها الأول رجل من خارج الوسط الفني أنجبت منه ابنتها نبيلة، والمرة الثانية تزوجت من المنتج فؤاد الجزايرلي، والمرة الثالثة تزوجت من فؤاد الأطرش شقيق الفنان فريد الأطرش، أما عن المرة الرابعة فكانت من الفنان فريد شوقي، وأنجبت منه مها والمنتجة ناهد فرد شوقي، والمرة الخامسة والأخيرة كانت من المخرج حسن عبد السلام ثم انفصلت عنه أيضاً.

توفت هدى سلطان 5 يونيو 2006 بمنزلها بعد صراعها مع مرض سرطان الرئة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى